أدّى هذا القرار إلى انحدار تدريجي في معدل التحويلات الشهرية ليبلغ 30 مليون دولار شهرياً في تموز. وفي أول تموز انتهى إقفال مطار بيروت، وبدأت الطائرات تعود إلى لبنان محمّلة بمغتربين يحملون دولاراتهم معهم نقداً. وفي 4 آب حصل انفجار مرفأ بيروت، ثم قرّر مصرف لبنان للمرة الرابعة تعديل التعميم سامحاً بتسديد التحويلات بالدولار، ما أدّى إلى زيادة في معدل التحويلات بنسبة 50% في شهرَي آب وأيلول، وفقاً للإحصاءات التي حصلت عليها «الأخبار».
في المحصّلة، بلغت قيمة التحويلات الواردة إلى لبنان بواسطة الشركات غير المصرفية، نحو 1.1 مليار دولار منذ مطلع السنة ولغاية نهاية تشرين الثاني. وهذه التحويلات هي الداعم الحقيقي للأسر والاقتصاد اللبناني. عملياً هذه الدولارات يستخدمها النظام الاقتصادي من أجل إعادة تمويل الاستيراد السلعي والخدماتي. فالإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 150 ألف عائلة تستفيد شهرياً من هذه التحويلات النقدية بالدولار، وأن عدد التحويلات زاد بنسبة 15% مقارنة مع السنة الماضية، فيما بلغ معدّل التحويلة الواحدة نحو 600 دولار، مقارنة مع معدل تاريخي بقيمة 650 دولاراً، و60% من التحويلات الواردة تبلغ قيمتها 300 دولار، أي أن المغتربين لم يتخلّوا عن أسرهم في لبنان وإن كانوا قد خفّفوا من تحويلاتهم في الفترات التي لم يسمح فيها مصرف لبنان بتسلّم الدولارات المحوّلة. هذه الأموال هي جزء أساسي من الاستقرار النسبي لسعر الصرف، وخصوصاً أن المعطيات المسرّبة من المصارف تشير إلى أن حجم التحويلات الواردة إليها من المغتربين لغاية نهاية تشرين الثاني، لا تتجاوز المليار دولار. أيّ وقف لهذه التحويلات هو محاولة لخنق الأسر والاقتصاد وتدهور إضافي ومتسارع في سعر الصرف.
المصدر: الأخبار