خاص - ليا خوري:
يعمل بعض المقربين من الرئيس سعد الحريري على إقناعه بان الرئيس ميشال عون بات مضغوطا ومضطر ان يقبل بالحد الادنى من شروطه السياسية والحكومية من اجل تشكيل حكومة لبنان، اذ ان عون برأي هؤلاء الذين يؤثرون على الحريري، بات غير قادرا على الاستمرار في المماطلة لان عهده يمر من دون اي حكومة، وفي ظل فراغ كبير لن يستطيع تحمله امام الراي العام ولا امام التاريخ، لذلك فان على الحريري استغلال هذه النقطة من اجل المساهمة في الحصول على مكاسب سياسية كبرى وتسريع ولادة الحكومة كما يرغب بها هو، كما ان الحريري يبدو حتى اللحظة مقتنعاً بهذه النظرية ويعمل وفق قواعدها.
وبحسب مصادر مطلعة فان الحريري يعمل ايضا على استغلال هذه اللحظة الاقتصادية والسياسية الحساسة من اجل فرض تنازلات كبرى واستراتيجية على الرئيس ميشال عون و الوزير جبران باسيل تعيد احياء السنية السياسية كما كانت عليه في المراحل الماضية، خصوصا قبل عودة الرئيس ميشال عون، الذي قضم جزء كبيرا من الصلاحيات واستعاد النفوذ المسيحي في الدولة، لذلك فان الحريري يعمل على اظهار نفسه مستعيداً للامجاد ومنهياً لما حققه التيار الوطني الحر تحت عنوان الميثاقية المذهبية والطائفية، لذلك فان الحريري يستمر على مواقفه ومطالبه مستغلا حاجة الرئيس عون المفترضة لتشكيل الحكومة.
لكن اوساطا مطلعة اكدت ان الرئيس ميشال عون ليس في وارد تقديم اي تنازلات تحت اي حجج واهية، وهو يضع الميثاقية التي استطاع هو والتيار الوطني الحر و الوزير جبران باسيل تحقيقها في المرحلة الماضية خلال السنوات الطويلة، اي منذ عودته من المنفى، كآولوية، ولن يتخلى عنها تحت عناوين مطاطة وتحت ضغوط الاوضاع الاقتصادية والمالية، اذ ان التيار الوطني الحر ليس هو من اوصل الاوضاع في لبنان الى ما هي عليه اليوم، بل على العكس، فان من يحاول قضم مكتسبات الميثاقية هو من دمر الوضع الاقتصادي، وهو عليه تحمل مسؤولياته، بل هو من عليه التنازل دستوريا من اجل تسيير شؤون البلد.
وتشير المصادر الى ان الرئيس سيبقى متشبثاً بمواقفه المحقة، ولن يقبل عملية السلبطة تحت العناوين الفضفاضة الشعبوية، وهو مستعد للتضحية بكل ما تبقى من عهده من اجل تحقيق نتائج على مستوى ضرب النظام الدستوري الحالي، الذي ولد بطريقة غير متوازنة وغير سوية، وعليه فان عون سيبقى اليوم على مواقفه الحكومية حتى تبدل الاوضاع الاقليمية والدولية وتفرض على الرئيس سعد الحريري تنازلات جدية من دون ان يكون رئيس الجمهورية مضطرا للتضحية بحقوق اي من المكونات الطائفية والمذهبية وعلى راسهم المسيحيين، و هذه المعركة ان كان الحريري يراهن عليها، فانها ستكون خاسرة لان عون لن يتنازل كما يتوقع خصومه.